الرئيس حسني مبارك فى مشاوراته مع الرئيس التركى عبدالله جول الثلاثاء الإتصالات المصرية مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لإحياء عملية
السلام، والإتصالات الموازية لتحقيق الوفاق الوطنى بين السلطة والفصائل الفلسطينية.
وأكد الرئيس مبارك أن مواقف البلدين تلاقت حول خطورة توقف عملية السلام نتيجة لمواقف وممارسات الحكومة الإسرائيلية فى الضفة الغربية واستمرار حصارها لقطاع (غزة) ومحاولاتها الإلتفاف على استحقاقات السلام ومرجعياته.
وأضاف أنه اتفق مع الرئيس التركى على مواصلة التشاور والتنسيق بينهما من أجل وقف الإستيطان واستئناف مفاوضات السلام وفق إطار زمنى محدد ومرجعيات واضحة وصولا لتسوية سلمية عادلة وشاملة تنهى احتلال الاراضى العربية وتقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بمسجدها الأقصى وحرمه الشريف.
وقال الرئيس مبارك أن مباحثاته مع الرئيس التركى عكست خصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين المصرى والتركى، وأكدت الحرص المشترك على مواصلة التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية، وتدعيم العلاقات الثنائية الوطيدة والتعاون القائم فى شتى المجالات.
وذكر الرئيس مبارك -فى مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس التركى عبدالله جول بعد مباحثاتهما فى أنقرة- أن تركيا هى إحدى قوى الإعتدال فى الشرق الأوسط، ومصر تحمل كل التقدير لمواقفها الداعمة لجهودنا من أجل القضية الفلسطينية وقضية السلام.
وقد وجه الرئيس مبارك الدعوة للرئيس التركي للمشاركة فى المؤتمر الذى تستضيفه (مكتبة الإسكندرية) شهر مارس/ اذار المقبل فى إطار مبادرة تحالف الحضارات التى كان لتركيا فضل المشاركة فى إطلاقها.
ومن جانبه أكد الرئيس التركي عبدالله جول أن للرئيس مبارك ومواقفه ومبادرته الخاصة دورا هاما جدا في توطيد وتعزيز العلاقات بين البلدين ووصولها إلى هذا المستوى، مشيرا إلى أن بلاده تقدر هذه الجهود وهذه المبادرات التي تحظى بكل تقدير وإعجاب.
وأضاف -في سياق المؤتمر الصحفي- أن أنقرة تولي أهمية قصوى لتطوير العلاقات بينها والقاهرة على الصعيدين العسكرى والأمني أيضا وكذلك الزيارات المتبادلة الجارية في هذا المضمار بين البلدين.
ولفت إلى أنه جرى خلال اللقاء بحث القضايا الإقليمية، مؤكدا أن مصر وتركيا دولتان هامتان في المجموعة الاسلامية ، بالاضافة إلى كونهما دولتين في منطقة حوض البحر المتوسط.
وجدد التأكيد على أن التعاون بين تركيا ومصر سيتواصل من أجل إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية التي تعد من القضايا التي تعطيها كل من مصر وتركيا أولوية قصوى، وأن الجميع يتابعون عن كثب الجهود التي تبذلها الدولتان لإيجاد حل عادل لهذه القضية.
وكان الرئيسان مبارك وجول قد استكملا مباحثاتهما فى جلسة مباحثات موسعة انضم اليها اعضاء وفدي البلدين المصرى والتركى، تم خلالها التركيز على بحث سبل زيادة التعاون الاقتصادى بما يدعم التوجه فى البلدين بمضاعفة حجم التجارة ليصل الى خمسة مليارت دولار بحلول عام 2011 خاصة وأن هناك زيادة مضطردة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين منذ توقيع اتفاقية التجارة الحرة بينهما.
وتم التطرق خلال الجلسة الموسعة الى المنطقة الصناعية المخصصة للمستثمرين الأتراك فى مدينة السادس من اكتوبر والجهود التى تبذلها مصر من اجل الانتهاء من مد كافة المرافق لها حتى تبدأ نشاطها فى اقامة المشروعات التركية الصناعية فى اقرب وقت ممكن.
واستعرض اعضاء وفدى البلدين الجهود التى تساهم فى دعم التعاون الاستثمارى بين الجانبين المصرى والتركى واقامة المشروعات المشتركة.
وكان الرئيسان مبارك وجول قد عقدا جلسة مباحثات ثنائية بعد ظهر الثلاثاء بالقصر الجمهورى بالعاصمة التركية انقرة عقب وصول الرئيس مبارك مباشرة.
كان الرئيس مبارك قد وصل والوفد المرافق له بعد ظهر الثلاثاء إلى العاصمة التركية أنقرة فى زيارة عمل تستغرق يومين.
يرافق الرئيس مبارك وفد يضم احمد ابو الغيط وزير الخارجية وانس الفقى وزير الإعلام والمهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة والوزير عمر سليمان والدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية والسفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية.