كيف تواجه الأم عناد طفلها وتمرده طفل عنيد
لندن / عناد الطفل في مرحلة النمو الأولى من عمره قد يدفع الأم إلى الانفعال، الذي قد يضر الطفل، وقد يسبب ازدياد تمرده وعناده.
ويرى علماء النفس وخبراء التربية أنها ظاهرة طبيعية في هذه المرحلة من النمو، وبرغم ذلك فإن هذا السلوك إذا زاد لدرجة التطرف أو إذا استمر طويلا، فإنه يؤدي إلى اضطراب في تكوين علاقات إنسانية سليمة فيما بعد.
حيث يؤكد بعض أستاذة علم النفس التربوي، أن ذروة العناد في الطفل تكون في سن الثانية والرابعة، وهي الفترة التي يبدأ فيها الطفل تأكيد ذاته ورفضه سيطرة الآخرين عليه وتسلطهم وكبتهم لرغباته.
وتؤكد الدراسات أن خلو هذه المرحلة من سلوك العناد، قد يؤدي إلى ضعف الإرادة والخضوع في المراحل التالية من النمو، ومن أهم مميزات طفل ما قبل المدرسة أنه يركز اهتمامه حول نفسه فهو لا يهتم بأقوال وأفعال الآخرين إلا إذا كانت لها ارتباط بذاته.
والطفل في هذه الفترة يهتم باللعب وهو في ذلك يستخدم التقليد ومحاكاة الكبار، واللعب الإيهامي التخيلي كما أن مهاراته الحركية تزداد شيئا فشيئا، ومن هنا يجب الاهتمام بمظاهر اهتمامات الطفل وميوله، وتنمية قدراته المختلفة من خلال اللعب والنشاط الحر التلقائي الفكري والعضلي.
ومن ناحية أخرى يعتبر طفل ما قبل المدرسة فترة نمو القدرات المختلفة الجسمية، الحسية والعقلية وفيه تتحدد شخصية الطفل واهتماماته بالعالم الخارجي، ونمو الوعي وزيادة درجة الاهتمام الذاتي والرغبة في الاعتماد على النفس وإظهار القدرات الخاصة أمام الكبار، وذلك من شأنه أن يغرس في الطفل الإحساس بقيمته الذاتية.
ومن أهم أسباب العناد في هذه المرحلة العمرية:
ـ رغبة الطفل في تأكيد ذاته، وهذا دليل على تمتع الطفل بقدر كبير من الصحة النفسية.
ـ تغيير حركة الطفل ومنعه من اللعب، ومزاولة ما يحب من نشاط.
ـ إرغام الطفل على إتباع نظم معينة في المعاملة، آداب الأكل، الحديث وغير ذلك.
ـ تدخل الآباء في حياة الطفل بصفة مستمرة، ووقايتهم له وحرصهم الشديد على سلامته.
ـ تفضيل الأم أحد أبنائها دون الآخر، يؤدي إلى رغبة الطفل المهمل في العناد لاجتذاب انتباه الآخرين من حوله.
ـ غياب أحد الوالدين أو كليهما، فالطفل الذي يحرم من والده منذ الصغر لا يجد من يتحدث معه ليتعرف على الحياة والعالم المحيط به، وبذلك يتأثر نموه
وتتأثر علاقاته الاجتماعية والعاطفية بذلك كثيرا، وكما أن غياب الأم عن الطفل لمدة طويلة تشعره بالإهمال وتؤثر على نموه، فيلجأ إلى العناد والمشاكسة ويظهر ذلك من نفوره من الآخرين وتزداد مخاوفه ولا يستطيع الاعتماد على ذاته.
وقد يسبب غياب الأم التبول اللاإرادي للطفل أثناء النهار أو الليل، وقد تحدث له مشكلات في التغذية، الكلام والنوم وما إلى ذلك، وقد يعاني الطفل من اضطرابات نفسية رغم وجود الأم بجانبه حينما لا يأخذ الطفل من أمه ما يحتاجه من أمن وحب وحنان
ـ حالات الإحباط، التوتر والقلق التي تعتري الطفل وتؤدي به إلى العناد المستمر، مثل إحساس الطفل بعدم حب أمه له من حيث الاهتمام والرعاية مما يفقده راحته النفسية.
ـ الجو غير المناسب لنمو الطفل من تعرضه لمعايشة الشجار والنزاع بين الأبوين، التي تعتبر سلسلة من الخبرات المؤلمة التي تؤثر في شخصيته.
ـ عدم إعطاء الطفل الحب والحنان وعدم توفير الرعاية الكافية والاطمئنان للطفل، وذلك نتيجة لعدم فهم الوالدين لأسس التربية السليمة، أو نتيجة لانشغالهما عن الطفل.
ـ التذبذب في معاملة الطفل واضطراب سلوك الوالدين، فتارة يفرط الآباء في تدليل الطفل، وتارة أخرى يقومون بالتفريط في إهماله والقسوة في معاملته، فيجب إلمام الوالدين بحقيقة العناد على أنه ظاهرة طبيعية في مراحل معينة من النمو، أما في حالة ما إذا استمر لفترة طويلة، فعليهم عدم مقابلة العناد بالمقاومة المستمرة فالعناد لا يقاوم بالعناد.